هل ماتت شجرة السنديان

هل ماتت شجرة السنديان
قصتهما عرفها كل من لم يعرفهما من قبل و حبهما حسدهما عليه كل من لم يحب أم أحب من قبل ... كانت كلمات الغزل تنسج بأعذب الحروف و إذا نظرت لوجهيهما فلن ترى سوى بريقاً أخاذاً في عيونهما و نور عجيب يغطي ملامحهما
مرت الأيام تلو الأيام و انقضت الشهور وراء الشهور و السنين بدت عليهما و الحب الذي جمعهما كل يوم يزيد في شبابهما ... حتى أتت في يوم ساعة لم تحلم بها أمنيات الحبيبين ... الحبيب سيسافر ليجمع مهر الحبيبة ... بكت الحبيبة بكاء الأطفال و بقبلات عذبة مسح الحبيب دموعها و الوعود لم تغف في فم الحبيب فهو سيعود لا محالة و سيبني لها بيت أحلامها ....
تصافحت الدموع على باب المطار و تعانقت الصدور قبل ان تتعانق الأفكار ...و كنور القمر تحرك أمامها الحبيب و نوره كلما خطا كان يبهت و لا يبدو منها قريب ...
في بلاده تلك لم ينساها و بكلمات الغزل المكتوبة أغرقها حتى بعده عنها أنساها ... كل يوم تسأله متى يعود و كل مرة يتعذر لها بنقص النقود ... كلمها عن نار تحرقه شوقاً إليها و حدثها عن حبه و غرامه بأنهما أكثر مما له لديها ... كل يوم كان يسألها عن السنديانه التي زرعتها أيديهما الناعمة منذ سنين لتكون شاهدة على الحب القديم ... فكلما كانت تكبر و تزداد شموخاً كان حبهما يكبر و يزيد ... السنديانة كل يوم تزهو و الحب كل لحظة و بدون أن تدري كان يذوي و يشيب فالوعود المؤجلة صارت أنشودة جميلة يبرع في غنائها الحبيب و الانتظار صار للحبيبة أقرب صديق و الحب في صدرها كان بركاناً أهوج لا يعرف ما يذر و ما يميت ... دموع شوقها سهرت كل ليلة تناجي النجوم و نبضات قلبها كل لحظة تتسارع معلنة قلقها لطول غياب الحبيب ... و في كل صباح تطل من نافذتها لترى السنديانة و تنادي روحها الحبيب " أيا حبيب إلي عد فلست أريد من مزيد!"
و ذوت الوردة التي كانت في أيام مضت يانعة بقرب الحبيب حتى غطى الشحوب وجهها كوجه المغيب في الشتاء الذي صار قريب ... القلب أبى النبض إلا بعودة الحبيب و الجسد صار أسير الفراش يمني النفس بأسر الحبيب و الروح كل يوم تتوق لروح الغائب البعيد ...
أعلنت الأمطار استضافة السماء لشتائها الحبيب و هجرت السنديانة كل العصافير الغنّاء ... و الحبيبة على فراشها جسد هربت منه الروح للسماء لتسافر إلى حيث الحبيب و تخط في سماه كلمات الحب الصادق و الوفاء للحبيب ... و السنديانة هجرتها أوراق الربيع و رمال جافة عانقت قلبها المريض ... فهل ستهجرها الحياة كما الحبيبة هجرها الحبيب .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا على الخاطرة الرائعة.
لا لم تمت Very Happy

ثم لقد ماتت Sad

خاطرة مأثرة للغاية

لقد أبدعتي ككل مرة و كما أعرفك دوما مبدعة و متالقة ربنا يزيدك من نعيمه و ما يحرمني من كلامك الطيب يا أحلى ندوشة

» شجرة طيبة وشجرة خبيثة
» لكل من ماتت صلاته و يريد أن يحييها : ! ؟
» أب ماتت زوجته ، لديه ( 5 ) بنات ،