كـان هـنـاك رجـل بـالـمـسـتـشـفـي مـقـعـد و اعـمــي ....
و بـجــاوره مــريــض ....
هــذا الـمـريــض كـل يـوم يـشـاهـد مـن خـلال الـنـافـذه و يـروي لـه الـقـصـص و الاحــداث ....
يـقـول مــثــلاً : الـيـوم الـجـوء لـطـيـف , هـنـاك رذاذ , و مـطـر , الاشـجــار جــمـيـلــه ....
فــي الـيـوم الـثـانــي : يـتـحــدث عــن الازهــار , و الـــورود ....
فـي الـيـوم الـثـالـث : يـتـحـدث عــن الـصـبـيـان الـصـغـار و هـم يـلـعـبـون و يـمـرحــون ....
كــل يــوم يــروي لــه قـصــه جـمـيـلــه مــن قـصــص الـحـيــاة الـجـمـيـلـه ....
و هـذا الاعـمــي يـسـتـمـتـع بـهـذا الـمـنـظـر كـأنـه هـو مـن يــري مـن خـلال الـنـافـذه ....
و ذات يــوم فـقـد الـصـوت و قـال : ايــن جــاري فــلان ؟؟؟؟
قــالــوا : انـتـقــل الــي مـكـان اخــر ....
فــقـال : سـافـتـقـده لانــه كــان يــروي لــي الاشـيـاء الـتـي كـان يـراهــا عـبـر الـنـافــذه ....
و كـنـت اسـتـمـتــع بـهــا و كــأنــي انــا اتـجــول بـالـشـارع و الـحــديــقــه ....
قــالــوا : هـذا الـرجـل الـذي يــروي لــك هــذه الـقـصــص الـجـمـيـلــه !!!!
اولاً : رجـل اعـمــى لا يــري ....
ثـانـيـاً : الـنـافـذه الـتـي بـغـرفـتـك تـطــل عـلـي الـمـنـور , لا حـديـقـه ، و لا شـوارع ، و لا امـطــار ....
انـمـا كـان يـتـخـيـل هــذه الـمـنـاظــر ثــم يـرويـهــا لـك و بـتـالــي اضـاف الــى حـيـاتـك قــدراً مــن الـمـتـعــه ....
مـن فـوائـد الـقـصـه , حـاول ان تـدخـل الـسـرور و الـمـتـعـه الـى الاخـريــن حـتـي لـو كـنـت مـمـن يـفـتـقـدهـا ....
مقتبس من محاضره لشيخ الدكتور/سلمان العوده (المتفائلون في زمن اليائس)