بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فلقد نظرت إلى هذه الأمة الإسلامية المباركة فرأيت أن هناك إنفاق وخيراً كثيراً .. والله الحمد والمنَّة .. فثمة صور مشرقة لأهل الإسلام , لإنفاق المنفقين وإحسان المحسنين ... في الماضي والحضر ... إلا أن السابقين الأولين كان لهم قصب السبق في حين أن هناك من تجار المسلمين من بخل ( ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء ) نعم لقد بخلو على أنفسهم , ألا ترون ديار المسلمين كم فيها من التجار وكم من شركة ومؤسسة ومصرف , أموال تدور حتى أصبحت دُولة بين الأغنياء , في حين حرموها الفقراء , ( فوا أسفاه كيف بخلت أنفس هؤلاء ) وما علموا أن الذي دعاهم إلى الإنفاق هو الذي رزقهم هذه الأموال , وهو القادر على إنفقارهم , كما أنه قادر على إغناء الفقرائهم .... ( أفلا معتبر بمن خسر أمواله عندما خالط الحرام ) ( أفلا معتبر بمن فقد تجارته لما منع زكاة ماله ). وخالف أمر ربه , غير مبال بأكل الحرام , ( أفلا مدكر بمن خسر نفسه وضيع ماله ) لما لم يراع حق الله تعالى في ماله . عندما رأيت هذه الأموال الطائلة مع كثرة الفقراء والمساكين , فأسر في بحبوحة من العيش , ووفر من الرزق , وأسر تفترش الأرض وتلتحف السماء , ومن رأى عرف , فليس ذلك ضرب من المبالغة أو الخيال , كلا بل هو عين الواقع بينما أناس غصو في الإسراف والتبذير في رغباتهم وشهواتهم , عندما رأيت ذلك أحببت أن أضع بين يدي المسلمين أسطراً ملخصة يسيرة لأولئك الأفذاذ الذين باعوا الفاني بالباقي , وقدموا أرباحهم عند ربهم , وتأملوا بثاقب بصر وبصير قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يارسول الله : ما منا أحد أحب إليه من مال وارثه , قال : فإن مالك ما قدمت ومال وارك ما أخرت ) . لقد علموا حقيقة وصدقوا يقيناً أن مال وارثهم ما أخروا فقدموا لأنفسهم , هنيئاً لهم , لقد اشتروا جنة عرضها السموات والأرض بدنيا فانية , فمنهم من بذله للجهاد في سبيل الله , ومنهم من حبسه في أهله وذويه وفقراء المسلمين , ومنهم من أنفقه على الفقراء والمساكين , ابتغاء الفضل من الله رب العالمين . وإنني لأهدي هذه الكلمات إلى تجارنا ذوي الدثور على الله تعالى أن ينفعني وإياهم بها إنه سميع قريب . أخـــــــي القــــــــارئ الكــــــــريم : لعلك في شوق أن تقرأ في سيرهم وتستقي من معين أعمالهم , وتسأل ربك العون على شيطانك نفسك ىلآمرة بالسوء المانعة من الخير لتلحق بركبهم , ولذلك أثرت ألا أطيل عليك أبداً وألا أستأثر بالحديث سداً , بل أتركك تقرأ بعينك وتتأمل بقلبك وتنفق بيدك , وأنت ترى ذلك الجود الفياض, وتتذكر قوله صلى الله عليه وسلم ( نعم المال الصالح في يد العبد الصالح ) ( ومن يوق شح نفسه فأولئِكَ هم المفلحون )
يتبع بإذن الله تعالى
abou khaled عضو مثقف مميز مرشح للاشراف
عدد الرسائل : 2013البلد : algerieتاريخ التسجيل : 02/08/2008نقاط : 16687السٌّمعَة : 5احترام قوانين المنتدى :
موضوع: رد: صور مشرقة من إنفاق المبشرين الـعشرة الأحد أغسطس 30, 2009 2:02 am
2 - ( قـلـيــل .... قـلـيـــل لأمــــــد طـــويـل ) أخي الكريم : قليل دائم خير من كثير منقطع تصدق كل يوم ولو ( برغيف خبز ) تعطيه لفقير أو ( بريال واحد ) استقطاعاً لمؤسسة خيرية ( ثلاثين ريال شهرياً ) فتكتب كل يوم مع المتصدقين فكيف بمن زاد فما عند الله خير وأبقى للمعاد عند رب العباد . روى الطبراني في الأوسط عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( أي الأعمال أفضل ؟ قال إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته أو كسوت عورته أو قضيت له حاجه ))[ رواه الطبراني في الأوسط (1/95) وهو حديث حسن قال عنه الألباني في السلسة الصحيحة(4/64) ] . اللهم أعط منفقاً خلفاً اللهم أعط منفقاً خلفاً اللهم أعط منفقاً خلفاً يا خير الرازقين ويارب العالمين .
- ( الـصـــدقـــة .... ودفــــــع البـــــلاء ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أن نفراً مروا على عيسى بن مريم .. عليه السلام .. فقال يموت أحد هؤلاء اليوم إن شاء الله فمضوا ثم رجعوا عليه بالعشي ومعهم حزم الحطب فقال ضعوا .... فقال للذي قال يموت اليوم حل حطبك فحله فإذا فيه حية سوداء فقال ما عملت اليوم ؟ قال : ماعملت شيئاً إلا أنه كان معي في يدي فلقة من خبز فمر مسكين فسألني فأعطيته بعضها فقال بها دفع عنك )) .[ رواه الطبراني في الأوسط ... أحياء علةم الدين للغزالي (1/237) ] . وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( باكِروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها ))[ رواه الطبراني في الأوسط ] .
- ( وقــفــــــة تــــأمــــــــــل ) قال الحسن رحمة الله عليه : لو شاء الله لجعلكم أغنياء لا فقير فيكم ولكنه ابتلى بعضكم ببعض . وقال الشعبي رحمه الله : من لم ير نفسه إلى ثواب الصدقة أحوج من الفقير إلى صدقته فقد أبطل صدقته وضرب بها وجهه . وكلام هذين الإمامين واضح فيه نور إلا أن قول الإمام الشعبي : ( فقد أبطل صدقته ) تحتاج إلى دليل ولكننا بحاجة إلى التاجر الذي يرى أنه أحوج إلى الصدقة من الفقير إليها . فما أعظم هذا الشعور نسأل الله تعالى من فضله .
يتبع بإذن الله تعالى
abou khaled عضو مثقف مميز مرشح للاشراف
عدد الرسائل : 2013البلد : algerieتاريخ التسجيل : 02/08/2008نقاط : 16687السٌّمعَة : 5احترام قوانين المنتدى :
موضوع: رد: صور مشرقة من إنفاق المبشرين الـعشرة الإثنين أغسطس 31, 2009 2:24 am
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
[size=21]3 - ( هــــل تــــريـــد أن تـــــربــح أكـــــــثـر ؟ ) أخي التاجر : كم تربح كل شهر ؟ أتربح مئة ألف أم مليون أم عشرة ملايين ريال ؟ أعلم .. يرحمني الله وإياك .. أن الربح يتضاعف وأن المال يزيد فما ( فما نقصٍ مال من صدقة ) بل يزيد فإذا كنت تربح خمسة آلاف ريال مثلاً .. فستربح أكثر من ذلك وسيطرح الله البركة في مالك ونفسك وأهلك , واسمع لله تعالى وهو يعدك ووعد الله حق فمن أصدق من الله قيلا اذ قال (( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )) فألله أكبر ما أعظم هذا الدين وما أجمل هذا الوعد فالله الله في التقديم لنفسك عند الله يحفظ الله نفسك وولدك ومالك ويبارك في وقتك ويدفع بها البلاء عنك وعن أهل بيتك .
- ( لــمــــن هـــــــــــــــذا الـمــــــــال ؟؟ ) سئُل أحد العارفين عن مال معه , لمن هذا المال ؟ فقال : هو لله في يدي . فما أجمل هذه العبارة كلمة بماء الذهب تكتب وفي القلوب العارفين تنبض ....
- ( لـــــــن تــنـــــالــوا الــمـــــال ) فمن ينفق مما يحب أم أننا نهدي بعد أن نشبع وننفق مما عنه نستغني والله يقول (( َلن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ )) . ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( المتصدق عند موته كالذي يهدي إذا شبع )) وشتان بين مهدٍ قبل شبعه ومهدٍ بعد شبعه . وكان عبدالله بن عمر رضي الله عنها .... ( يتصدق بالسكر ويقول سمعت الله تعالى يقول " لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ " والله يعلم أني أحب السكر )[ احياء علوم الدين للغزالي (1/237) ] . وقال النخعي : ( إذا كان الشيء لله عز وجل لا يسرني أن يكون فيه عيب )[احياء علوم الدين للغزالي (1/237) ] . وكانت الصديقة رضي الله عنها : تطيَّب النقود ( أي : تعطر نقودها ) قبل التصدق بها فقيل لها في ذلك !؟ فقالت رضي الله عنها : إنها لتقع من الله بمكان قبل أن تقع في يد الفقير .
نعم أنت السادة وانتم الكرام ونحن لكم أتباع وبكم حق لنا الأفتخار ونعم القدوة أنتم
يتبع بإذن الله تعالى
[/size]
abou khaled عضو مثقف مميز مرشح للاشراف
عدد الرسائل : 2013البلد : algerieتاريخ التسجيل : 02/08/2008نقاط : 16687السٌّمعَة : 5احترام قوانين المنتدى :
موضوع: رد: صور مشرقة من إنفاق المبشرين الـعشرة الثلاثاء سبتمبر 01, 2009 2:31 am
تعجز الأقلام وتمل , وتجف الأحبار والأيدي تكل عند ذكر هذا الصرح العظيم والجبل الشامخ ( أبى بكر الصديق ) ذلك الصحابي الجليل , ذلك الخليفة الراشد , ذلك الين وقت الين والشديد وقت الشدة سيرة عطرة وأيام ملؤها التقوى والصلاح والتفاني في خدمة دين الله ورسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. لقد جاد بنفسه في أحلك الظروف , إذ هاجر مع الرسول الله ... صلى الله عليه وسلم ... وقد أصبح مهدر الدم من قريش وما علموا أن الله .. تعالى قال ( والله يعصمك من الناس ) وأثنى عليه وذكره في كتابه مع رسوله ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ) من ضحى بنفسه لله كيف لا يضحي بماله لوجه الله تعالى ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ) .
- (تـجـــــارتــه رضـــــي الله عـنـــــــه ) [size=21]لقد كان ... رضي الله عنه ... تاجراً من تجار المسلمين فكان يتاجر إلى البصرة غير مرة كما ذكر ذلك الذهبي رحمه الله تعالى في السير [ أنظر سيرة أعلام النبلاء سيرة الخلفاء الراشدين ( ص 8 ) ] - ( إنـفــاقـه عـلـى رســول الله صـلــى الله علـيــه وسـلــم ) لقد كان أبو بكر .. رضي الله عنه .. أسوة حسنة للمنفقين ومثلاً فريداً في المحسنين , وقد سخر ماله لرسول الله ..صلى الله عليه وسلم .. حيث قال ( ما نفعني مال ما نفعني مال أبى بكر ) [ حديث صحيح ] وفي رواية ( فبكى أبو بكر رضي الله عنه ) وقال ( وهل أنا ومالي إلا لك يارسول الله ) وقال صلى الله عليه وسلم ( إن من أَمَنَّ الناس علي في صحبته وماله أبو بكر , ولو كنت متخذاً خليلاً لا تخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام , ولا تُبقيَنَّ في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر ) [ أخرجه أحمد ( 1/37) والبخاري (1/126) ] . فرضيي الله عن أبي بكر الذي كان خير صاحب ومعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الله تعالى . ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ) .
- ( نــزهــة أبــــي بـكـــلا لاضــي الله عـنــه ) ذكر الذهبي رحمه الله تعالى في السير حديثه أبو بكرر لابنته الصديقة عائشة .. رضي الله عنها .. حيث قال رضي الله عنه ( إني قد نحلتك ( أي : أعطيتك ) حائطاً وإن في نفسي منه شيئاً فرديه على الميراث .. قالت : نعم , قال : أما إنا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم ديناراً ولا درهماً ولكنا أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا ولبسنا من خشن ثيابنا على ظهورنا وليس عندي من فئ المسلمين شيء إلا هذا العبد الحبشي وهذا البعير الناضج وجرة وهذه القطيفة فإذا مت فابعثي بهن إلى عمر , ففعلت ) [ سيرة الخلفاء للذهبي ( 18 - 19 ) ] . وقال القاسم عن عائشة أن أبا بكر حين حضره الموت قال ( إني لا أعلم عند آل أبي بكر غير هذه اللقمة وغير هذا الغلام والصقيل , كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا , فإذا مت فادفعيه إلى عمر فلما دفعته إلى عمر ..... قال عمر رضي الله عنه .. رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده .. ) قال القاسم : كيف لو رأوا حال المسلمين اليوم والله المستعان . أنتهى قد فقد جملة منهم الأمانة على اموال المسلمين واستحل قوم الرشوة وسموها بغير اسمها والله المستعان . فرضي الله عن أولئك السادة الكرام النبلاء الراشدين المتقين وألخقنا الله بهم في ركب الصالحين العظماء ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
يتبع بإذن الله تعالى
[/size]
abou khaled عضو مثقف مميز مرشح للاشراف
عدد الرسائل : 2013البلد : algerieتاريخ التسجيل : 02/08/2008نقاط : 16687السٌّمعَة : 5احترام قوانين المنتدى :
موضوع: رد: صور مشرقة من إنفاق المبشرين الـعشرة الأربعاء سبتمبر 09, 2009 12:24 pm
9 - ( إنفــاق طـلحــة بـــن عبـيــد الله رضـــي الله عـنــه ) لا تستغرب أن يكون من المنفقين , فهو أحد المبشرين العشرة بالجنة فهنيئاً له . لــحـــظــــــــة حـــــــزن : كان .. رضي الله عنه .. يغتم كثيراً إذا بقي المال لديه وما أنفقه في سبيل الله تعالى . فها هي سعدى بنت عوف المرية قالت ( دخلت على طلحة يوماً وهو حائر .. ثقيل غير نشيط .. فقلت : مــــــــالــــك ؟ لعــــل رابــــك مــــن أهــلـك شــــي ؟ .... قـــــال : لا والله ونعم حليلة المسلم أنت , ولكن مال عندي قد غمني ...... فـقـلـــت : مــــا يــغـــمــــــك ؟عـلــيــــــك بــقــــومـــــــك ؟ .... فـــــــال : يـــاغلام ! أدع لي قومي فقسمه فيهم ..... فسألت الخازن : كـــــم أعـــــطــــــــى ؟ ...... قـــال لهـــا الخــازن : أربــــع مــئــــــة ألــــــــف )[أخرجه الطبراني في الكبير (195)وابن نعيم في الحلية(1/88) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد(9/148)وقال : رواه الطبراني ورجال ثقات ] ولذلك فقد عود نفسه .. رضي الله عنه .. على الإنفاق في سبيل الله تعالى فقد كان ينفق وهو صحيح شحيح وتلك خير الصدقة . وقــــــد كـــــــان لـــــــه غـلــــــــة عـظـيــمــــــــة (كانت غلته كل يوم ألف [ أنظر السير( 1/33) ] ) ... فيغل بالعراق أربع ألف ويغل بالسراة( والسراة : أعلى الجبال تسمى سراة وكذا جبال الحجاز يسمى سراة [ أنظر معجم البلدان (3/204)] عشرة آلاف دينار أو أقل أو أكثر , وبالأعراض ( أعراض المدينة : قراها التي في أورديتها وقيل أماكن الزروع والنخيل [ أنظر معجم البلدان (4/102)] ) له غلات . وكان لا يدع أحداً من بني تيم عائلاً إلا كفاه , وقضي دينه , ولقد كان يرسل إلى عائشة إذا جاءت غلته كل سنة بعشرة آلاف , ولقد قضي عن فلان (عند ابن سعيد [صبيحة التيمسي ] ) ثلاثين ألفاً , وروى أنه قضي عن عبيد الله بن معمر وعبدالله بن عامر بن سريز ثمانين ألف درهم (أنظر سيرة أعلام النبلاء[1/39] )
- ( سخاؤه وإخلاف الله له رضي الله عنه ) قال عنه معاوية .. رضي الله عنه ... عاش حميداً وسخياً وشريفاً وقتل فيداً .[ أخرجه ابن سعد (1/33)]. مع سخاء يده كان ربه معطاءً له . قالت سعدى بنت عوف ( قتل طلحة وفي يد خازنة ألف ألف درهم ومئتان ألف درهم وقومت أصوله وعقاره بثلاثين ألف ألف درهم ) . رضي الله عن طلحة وأرضاه كثير نفقته فأكثر الله ماله , فلا نامت أعين البخلاء . بل كان يحزن ألا ينفق ماله في سبيل الله وقد جاءه يوماً مال من حضرموت فبات يتململ . ولاحظت عليه زوجته الصالحة الكريمة ( أم كلثوم بنت أبي بكر ) قلقه وعدم إغماضه , فسألته عن أسباب سهره . .... فقـــالت لــه : أصحابك الفقراء كثيرون إنو إنفاقها غداً وعندئذ لا يحسبك الله في الكانزين . فقــــال لـهـــا .. رضي الله عنهما .. : إنك موفقة بنت موفق . ولما أصبح افرغ المال في صرر وأخذ يوزعها حتى كاد المال ينفذ . وهـنـــا قــــالـت لــــه زوجـتـــــه : ونحن أبا محمد أليس لنا من هذا المال نصيب ؟ فلملم ... رضي الله عنه ... بقية مما تبعثر .. وإذا به قرابة ألف درهم ... فقــــال لـهــــا : لـــــــو ذكــرتيــنـــي قـبـــل أن ينــفـــــذ المـــــــل . [ أبطال وموقف .. أحمد فرح عقيلان(ص 75) ]
وفــــــــــــــــــــي زمــنــنــــــــــــــــــــــا هـــــــــــــــــــــــــــذا منا من يبخل على أمه بمئتي ريال شهرياً ... ويعطي زوجته أضعاف ذلك ولا فضل ولا منَّة فسبحان الله تعالى . رضي الله عن طلحة بن عبيد الله إماماً من العشرة المبشرين بالجنة مجاهداً من الصادقين , شهيداً في الغابرين . منفقاً معطياً سخياً من المتصدقين .... رضي الله عنك يا سيدي وأرضاك الكريم المنَّان بالجنان .. وألحقنا الله بكم غانمين سالمين .
يتبع بإذن الله تعالى
aboudi مشرف
عدد الرسائل : 2796البلد : الجزائرتاريخ التسجيل : 24/03/2008نقاط : 13232السٌّمعَة : 6احترام قوانين المنتدى :
موضوع: رد: صور مشرقة من إنفاق المبشرين الـعشرة الأربعاء سبتمبر 09, 2009 8:12 pm
أطلب من أخونا أبو خالد إستعراض النص قبل الإرسال للتحقق من عدم وجود كتابات غير مناسبة بالنص المرسل
كما أتمنى عليك أن تستعين بالرابط التالي حتى تكون مواضيعك متميزة و لك الشكر
عدد الرسائل : 2013البلد : algerieتاريخ التسجيل : 02/08/2008نقاط : 16687السٌّمعَة : 5احترام قوانين المنتدى :
موضوع: رد: صور مشرقة من إنفاق المبشرين الـعشرة الجمعة سبتمبر 11, 2009 5:57 pm
10 - ( إنـفــاق عبــدالـرحمــن بــن عـــوف رضي الله عنه ) هو أحد المبشرين العشرة بالجنة .. رضي الله عنهم .. ولم لا !! وهو ذلك الصحابي الجليل ذو السبق في الإسلام . كثرة ماله رضي الله عنه : كان ... رضي الله عنه ... كثير المال كثير الإنفاق في سبيل الله تعالى حتى أنه أعتق في يوم واحد ثلاثين عبداً ... الله أكبر كـــان عـظيـــم التجـــارة ومحـظـوظـــاً فـيهـــــا . دخل على أم سلمة فـقــــــــــــــال : يا أُمَه قد خفت أن يهلكني كثرة مالي .... قــــــالـــت : يــــــــــــابــنــــــــي أنــفــــــــق . [أنظر أسد الغابة (3/496)] ومن سعة ماله وسعة إنفاقه أنه قدم له يوماً المدينة سبعمائة راحلة تحمل البر والدقيق والطعام , فلما دخلت المدينة سُمع لأهل المدينة رجة . فــقــــالـــت عائشة رضي الله عنها : مــــــــاهذه الـــرجــــة ؟ فــقيــــل لـــهـــا : عــير قــــدمــــت لـعــــبـدالـرحمـــن بـــن عــــوف سبعمــــائـة بعــــير تحمــــل الــــبر والـدقـيــــق والطعــــام . فـــقــــالـــت عائشة رضي الله عنها : سـمــعــــت رســـول الله .. صلى الله عليه وسلم .. يقـــول ( يدخل عبدالرحمن بن عوف الجنة حبـــواً ) . فـلـمــا بـلــــغ ذلــــك عـبـدالـرحـمـــــن بــــــن عـــــــوف قــــــــــال : يـــا أُمَه إني أشهد أنها بأحمالها وأحلاسها ( أحلاسها : أي الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب ) وأقتابها في سبيل الله .. عز وجل .[أخرجه الإمام أحمد ... المسند(6/115)] . وقــيــــــــــل جـــــاءه تـجــــــار المــــديـنــــــة فـدفعـــــوا لــــه ربحـــــاً عـظيـمـــــاً . فــقــــــــالوا : نعطيك صعف ثم صعفين وثلاثة . فــقـــــــــال : أعـطـيــــــــت أكــــــــــثـر . قــــــــالــوا : ومـــن أعطـــــــــــاك !!؟؟ قـــــــــــــال : أعطـــــــــــاني ربـــــــــــي عشـــــــرة أصـعــــــــــــاف فهــــل منــــكم مـــن يـــــزود ؟ قـــــــــــالــوا : لا نســتــــــطيــــــع ذلـــــــك . الله أكــــــبـر الله أكــــــبـر ما أجمل هذه النفوس وما أعظمها , كيف أنفقت هذا المال الجم ؟ تلك والله محبة الله تعالى في قلوبهم , وتلك تربية رسول الله ... صلى الله عليه وسلم ... واضحة في أعمالهم . ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا ) . ولك أخي القارئ الكريم أن تتأمل إذا كان عبدالرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً فكيف حالي وحالك ؟؟؟؟؟ ولم تكن تلك النفقة له ... رضي الله عنه ... يتيمة فريدة بل أنفق قبل ذلك في عهد رسول الله ... صلى الله عليه وسلم ... روى معمر عن الزهري قـــــال ( تصدق عبدالرحمن بن عوف بشطر ماله أربعة آلاف ثم تصدق بأربعين ألفاً ثم تصدق بأربعين ألف دينار ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله ثم حمل على خمسمائة راحلة في سبيل الله تعالى وكان عامة ماله من التجارة ) [ أسد الغابة ( 3/498 )] . سبحان الله ما أصدقهم مع الله عز وجل .... فوالله ما جاءت أنفس بمثل هذا العطاء إلا لما عظمت الله وخافت الله ورجت ما عند الله . فطوبى لهم طوبى لهم ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بحبهم . وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نعم المال الصالح للرجل الصالح ) . وما بلغوا هذا الإنفاق إلا لما عفت نفوسهم عن تشوف الحرام وأكله , وإلا لما زهدت في الدنيا وتذكرت الآخرة .
- ( قــصــــــــــــة وذكــــــــــــرى ) وخذ هذه القصة أخي القارئ الكريم لهذا الصحابي الجليل التاجر .. رضي الله عنه ... روى سعد بن أبراهيم عن أبيه : ( أن عبدالرحمن بن عوف أُتي له بطعام وكان صائماً . فــقـــــال : قتل مصعب بن عمير وهو خير مني فكفن في بردته إن غُطي رأسه بدت رجلاه , وإن غُطيت رجلاه بدا رأسه .... واره قــــــــال : وقتل حمزة وهو خير مني ..... ثم بُسط لنا من الدنيا ما بُسط .... أو قـــــال : أُعطينا من الدنيا ما أعطينا .... وقد خشينا أن تكون حسناتنا عُجلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعاك ) [أخرجه البخاري .. كتاب الجنائز .. باب إذا لم تجد إلا ثوب واحد (2/98)] .
- ( وصيــــــتــــه رضـــــي الله عـنــــــه ) كان ينفق في الحياة وأوصى بعد الممات ..... فالله درهم نفوس طيبة في المحيا وبعد الممات ... فرضي الله عنهم أجمعين قـــــــــــــال الزهري ( أوصى عبدالرحمن بن عوف لمن بقى ممن شهد بدراً لكل رجل أربعمائة دينار وكانوا مائة فأخذوها وأخذها عثمان فيمن أخذ وأوصى بألف فرس في سبيل الله ) [أسد الغابة (3/500)] . ولمـــا مــــات قـــــال عـلـــــي بـن أبـــي طـــالـــب ... رضي الله عنه .. ( اذهب يا أبن عوف قد أدركت صفوها وسبقت زنقها ) [أسد الغابة(3/500)] . والرنق : الكدر وبذلك يقصد علي ... رضي الله عنه ... أن عبدالرحمن بن عوف .. رضي الله عنه أدرك صفو الزمان ومات قبل الفتن والافتتان . رضي الله عن أبن عوف تأجراً منفقاً عرف الله فرخص المال في سبيل الله . يارب أجمعني بهؤلاء الصفوة المبشرين بالجنة مع سيدنا وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم .
يتبع بإذن الله تعالى
abou khaled عضو مثقف مميز مرشح للاشراف
عدد الرسائل : 2013البلد : algerieتاريخ التسجيل : 02/08/2008نقاط : 16687السٌّمعَة : 5احترام قوانين المنتدى :
موضوع: رد: صور مشرقة من إنفاق المبشرين الـعشرة الإثنين سبتمبر 14, 2009 12:09 pm
هذه سيرة عطرة مختصرة لهؤلاء الأنقياء الأفذاذ القدوات كان لهم قصب السبق في الخيرات ولم لا !!!! وقد ضحوا بأنفسهم أفلا ترخص أموالهم وضحوا بديارهم لأجل الله جل في علاه ما عند الله أفلا تذل لله أنفسهم فرضي الله عنهم . ( [size=21]وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا ) . جميعنا الله بهم رفقاء في الجنة على سرر متقابلين ومتعنا الله بالعيش معهم في جنات النعيم وأخوة متحابين .
...... خــتــــــــــــامـــــــــــا ....... يامن فتح الله عليه من بركاته فأثراه , وجعل له في المال نصيباً وأعطاه , أوصيك بأمرين : الاول : أن تتغلب على هوى نفسك وتعلنها صريحة بأن توقف ( وقفا لله تعالى ) ولو على نفسك حال الحياة ثم ذريتك طبقة أو طبقتين ثم تنتقل به إلى أعمال ( البر والخير ) في فقير ذى القربى وتعليم كتاب الله تعالى وتشييد بيوت الله جل وعلا , وسقي الماء وحفر الآبار وغيرها من أوجه البر والإنفاق . ثانياً : أن توصي وصية تذكر فيها ( حق الله عليك ) فقد تصدق ربك عليك بثلث مالك عند وفاتك زيادة في عملك كما اخبر بذلك ( المصطفى صلى الله عليه وسلم ) وأجعلها في عمل الخير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس . والله وراى المقصد وفق الله الجميع لما يحب ويرضي وجنبنا ما يبغض ويأبى أنه سميع قريب
نسأل الله أن يتجاوز عنا زلاتنا وتقصيرنا وهفواتنا وقليلنا .... وان يتقبل منا صالح الأعمال .