المعاني الإيمانية لمناسك العمرة

في المرة الأخيرة التي ذهبت فيها لأداء فريضة الحج .. وفي اليوم الـ 11 بالتحديد .. وعند باب الخيمة - قابلتها

امرأة ( مؤمنة ) كانت عائدة لتوها من رمي الجمرات .. فأقبلوا عليها يسألونها عن الزحام والناس والتيسيير في الرمي ..

أجابتهم بهدوء .. أنت اذهبي بلقلب خاشع وربي ييسر لك كل صعب

انعكست علي عبارتها المليئة بالإيمان وكشفت لي عن جانب كثيرًا منا ينساه وسط الزحام ..

فبدأت أتدارك بيني وبين نفسي أن هذه نسك .. ويجب فعلاً أن نؤديها بخشوع لا أن نبحث عن الخلاص

لذا جاء هذا الموضوع فلن أتحدث عن النسك بل المعاني التي نستطيع أن نستشعرها لنشعر حقًا بلذة في أدائنا مناسك العمرة ..

استشعار عظم ومكانة البيت الحرام

قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :" استمتعوا بهذا البيت فقد هدم مرتين ويرفع في الثالثة "

لذا
كانت الناس تبكي إذا رأت الذاهبين ولم تستطع الذعاب وتقول : " هذه حسرة من
انقطع عن البيت، فكيف هي حسرة من انقطع عن رب البيت !! "

معنى العمرة .. الزيادة التي يراد منها عمارة الود بين العبد والرب

الإحرام ..

استشعر وأنت في إحرامك قوله صلى الله عليه وسلم : " ... مامن مسؤمن يظل يومه محرمًا إلا غابت الشمس بذنوبه "

كما يتذكر المحرم بتجرده من المخيط .. الزهد في متاع الحياة وزينتها

وبتلبيته وجوب استجابته لربه في كل ما أمره ونهاه ..

و تذكر كل الناس يلبى فهى وحدة وحدة فى الشريعة وحدة فى العقيدة وحدة أمة يجب أن تسير فى طربق واحد

فلتلبى
.....لبى بقلبك قبل جسدك وقلها ....لبيك اللهم تائبين ....لبيك اللهم
معترفين بذنوبنا ....لبيك اللهم معترفين بنعمتك علينا ....لبيك فى بحار
رحمتك ....لبيك لبيك ...لبيك وسعديك والخير كله بيديك.....لبي واسرع إلى
الله ...لبى فالكون كله يلبى معك

ويتذكر بترك محظورات الإحرام نعمة الله عليه بالمباحات التي منع منها مؤقتًا ووجوب ترك المحرمات التي منع منها دائمًا

وبدخول بيت الله الآمن نتذكر حاجتنا للأمن يوم القيامة .. وذلك ينال بالتوحيد وترك الشرك ..

رؤية الكعبة ..

- هى لك (( ...وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ....))
- هى أمن ((وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً ..)
- حرمتها : تذكر قصة أصحاب الفيل وأن ( للبيت رب يحميه ) ....وتذكر أن حرمة المسلم عند الله أكبر من حرمة هذا البيت
- يظل
الدين ما ظل البيت ...فأعداء الدين يريدون القرآن والكعبة والأقصى
...فعلينا الجهاد للحفاظ على الكعبة والقرآن ولأسترداد الأقصى ...وادعو
الله عز وجل أن يرزقنا صلاة فى الأقصى وهو حراً كما رزقنا الصلاة فى
الكعبة اليوم .

عند
رؤية الكعبة املأ عينيك من النظر إليها يقينًا سترحم ففي الأثر : " ينزل
على هذا البيت كل يوم مئة وعشرين رحمة ، ستون للطائفين ، وأربعون للمصلين
، وعشرون للناظرين "

لا تنس
أن تنظر بروحك لباب الكعبة وأنت قادم لبدء الطواف فكم من مذنب رآه باب (
التوبة ) ، وخائف رآه بابا ( الأمن ) ، ومكروب رآه باب ( الفرج ) ، وحائر
رآه مدخل ( صدق ) ،وهكذا ....

واجتمع الكل على أنه ( البـــاب ) الذي يدخل على الله تعالى منه

الطواف :

تطوف
من اليسار إلى اليمين ككل الكون فالذرات تدور حول النواة من اليسار إلى
اليمين وكذلك الكواكب حول الشمس ...فأنت فى تناسق مع كل الكون ..وكأن كل
الكون يطوف معك
كما يحسن أن نرى زواياها الأربع بنظرة غير معتادة ..

عند الحجر .... محل لمعاهدة الله

عند المقام ... محل لطلب الإمامة في الدين

عند الحِجر ... محل لطلب الصبر على الابتلاء والتسليم والامتثال

عند اليماني ...... محل للتمني على الله تعالى

وأن
نستشعر في طوافنا الإحساس بالعتق لحديثه صلى الله عليه وسلم : (( من طاف
بهذا البيت أسبوعًا - أي سبعًا من الأشواط - فأحصاه - أي لم يسه أو يلغ ُ
- كان كعتق رقبة ))

الإحساس بأننا في صلاة .. قال صلى الله عليه وسلم : (( الطواف حول البيت مثل الصلاة ...))

الإحساس
بقيمة خطواتنا .. قال صلى الله عليه وسلم : (( من طاف بهذا البيت أسبوعًا
– أي سبعة أشواط - لا يضع قدمًا ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة
وكتب له بها حسنة ))

لنستشعر أنناا ننافس الملائكة – عليهم السلام - الطائفين ببيت العزة في السماء منافسة على الخيرات

لنجد في
أنفسنا حنينًا بأن يطول وقت الطواف ويعز علينا سرعة انتهائه ، حتى لا تكاد
تجملنا أقدامنا مسرعين في الأشواط التي بعد الثلاثة الأولى ولنتذكر أننا
إنما نطأ محل ترددت فيه أقدام رسول الله صلى الله عليه وسلم الشريفة
وأقدام غيره من الرسل الطائفين عليهم السلام

لننس من حولنا ومزاحمتهم لنا شغلاً برب البيت ، حيث المناجاة القلبية أكثر من كونها لسانية ، فنحس بالرحمة تغشانا

Jلا نسأل كم بقي من الأشواط أو نلتفت إلى من يزاحمنا وكيف ندفعهمأو ننظر في ساعتنا - ولا يعني هذا عدم التنبه في أي شوط نحن

لنر أننا اكثر الطائفين ذنوبًا وأشدهم خطيئة وأعظم فاقة وأحوجهم للعفو والقبول

لنؤمل برؤية الطائفين وزحامهم الدخول في جمع المرحومين المغفورين المعتوقين

تقبيل الحجر الأسود أو استلامه

- أنت تقبله طاعة للرسول صلى الله عليه وسلم .
- تبايع الله عز وجل على الطاعة فأنت تقبل يمين الله
-أنت تقبل جزءا من الجنة التى تشتاق إليها ...وكما تزاحم ( نفسيًا لا فعليًا J ) وتسعى لتقبيل الحجر فاسع واجتهد فى كل حياتك لتصل إلى الجنة
- تذكر أنه كان أبيض وأسوًد من ذنوب العباد
- ستحط ذنوبك حطًا
- سيشهد لك يوم القيامة
- تلذذ لأنك لمست قطعة من الجنة

الركن اليماني ..

أبشر
فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه : (( وكل به سبعون ملكًا فمن قال :
الله م آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، قالوا :
آمين ))

- ستحط ذنوبك حطًا
- سيشهد لك يوم القيامة
- تلذذ لأنك لمست قطعة من الجنة

الملتزم :

كان
سيدنا عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما - يقسم بالله ويقول : ( والله ما
دعوت الله عز وجل عنده قط إلا أجابني ) ومن الأدعية المأثورة عنده ( اللهم
إني أسألك ثواب الشاكرين ، ونزل المقربين ، ويقين الصادقين ، وخلة المتقين
، برحمتك يا أرحم الراحمين )

الصق
صدرك ووجهك به فقد كان صلى الله عليه وسلم : ( ... يلزق صدره ووجهه
بالملتزم ) وكان بعض السلف يلصقون أذرعتهم وأكفهم ويبسطونها بسطًا ، حتى
إنهم كانوا يسمونه بـ ( معدن الإجابة )

ركعتا الطواف خلف المقام :

عن ابن عمر رضي الله عنهما : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له " .... وأما ركعتا بعد الطواف ، كعتق رقبة من بني إسماعيل "

ومعروف أنه صح في الأحاديث أن من أعتق رقبة أعتقه الله من النار ..

ومقام
هاتين الركعتين مقام إجلال فهو كالتحية والعرفان بالجميل لأبي الأنبياء
إبراهيم عليه السلام الذي قام بتشييد البيت ودعوة الناس إليه

زمزم ..
كان بعض الصحابة سمونه ( شراب الأبرار )
عين نية تتناسب مع المعاني المذكورة واستحضر ..

بركة ومباركة ............ من النماء والزيادة
برّة ............. من البر لأن الله بر بها نبيه إسماعيل عليه السلام
]بشرى ........ بشرت بها هاجر عليها السلام
سابق .......... من السبق فهو ماء له فضل على غيره
سالمة ............ من السلامة التي هي تمام العافية
كافية .............. حيث أنه ماء يكفي حاجة من شربه
عافية ................ شفاء ســُقم وبــُرء كل علة عــُجز عنها

السعي :
عن
ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : "
وأما طوافك بالصفا والمروة كعتق سبعين رقبة " أي كل شوط بعتق عشرة رقاب ،
ومن أعتق رقبة أعتقه الله من النار .. استشعر

من
المهم ان نتصور عند كل شوط أننا نسعى في يواحدة من منازل الآخرة ، فبداية
الصفا تذكرنا ببداية الخروج من القبور ، وبداية المروة ببداية السير إلى
الميزان ..... وهكذا استحضر

احمد الله واشكره على نعمة الرجلين وصحتها وجمالها وقدرتك في السير عليها ووقوفك عليها دون معاناة أو مرض أو مشقة
اعتن
بالدعاء لساقيك بأن تحملك في الدنيا إلى خير وطاعة ، وأن لا تزل يو
مالقيامة ، واستغفر عن كل سعي سعيته يهما فيما لا يرضيه سبحانه

ادع
الله ان يجعلك مبارك السعي في الحياة ، فلا تخطو خطوة إلا رفعك الله بها
درجة وحط بها عنك خطيئة ، وتعوذ بالله من أن يخيب سعيك في الحياة
الدعاء للمعاقين والمقعدين بأن يعافيهم الله ويصبرهم على أقداره ويعوضهم خير
الدعاء للساعين بالقبول
الدعاء بأن يجعل الله حالك بعد السعي خيرًا مما كنت قبله وانلا يجعله آخر العهد ببيته الحرام

الختـــــــــــام

بالاستغفار عن تقصيرك في أداء العمرة مستحضرًا أن ما عملته في عمرتك أقل مما يجب ويليق بالله تعالى رب هذاالبيت المعظم ..
وقل له : " يارب هذا جهد المقل فاعذرني واقبلني "

أفكار ذكية ..
تصدق
من باب شكر الله تعالى على إذنه لك بالوفادة عليه وحسن استقباله إياك في
بيته المعظم ، وما أخرجك به من صنوف المغفرة والعتق والتكرمة

اتصل بقريب أو صديق تعرف أن عهده بالاعتمار بعيد واستثمر حماستك الإيمانية وحفزه من خلال ذكرك له لطائف امتنا الله عليك بالعمرة
اصطحب هدية لأهلك قبل الدخول عليهم كعلامة على حسن حالك بعد العمرة

الحسنة أخت الحسنة فما أول طاعة ستؤديها بعد عودتك .!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

المراجع ..
كتاب عمرة لأول مرة للدكتور علي أبو الحسن ( أنصح باقتنائه )
خدمة جوال زاد الحاج بإشراف الشيخ محمد المنجد

عرض تقديمي جائني عن طريق البريد

» موقع الحج و العمرة
» جربة قياس القدرات الإيمانية
» فائدة في علم المعاني
» أروع المعاني......
» كلمات فوق المعاني .....