شهر القرآن الكريم

هذا النصف الثاني من خطبة شهر القرآن للشيخ سلطان بن عبد الرحمن العيد

الله أكبر ... إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين و مردة الجن و غلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، و فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، و ينادي منادي يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر و لله عتقاء من النار و ذلك كل ليلة، فنسأل الله أن يعتق رقابنا من النار .

إن شهر رمضان تكثر فيه أسباب الغفران، فمن أسباب المغفرة فيه صيامه و قيامه، و قيام ليلة القدر، و منها تفطير الصوام و قراءة القرآن و منها الذكر و الإستغفار، و دعاء الصائم مستجاب في صيامه و عند فطره، فلما كثرت أسباب المغفرة في رمضان كان الذي تفوته المغفرة فيه محروم غاية الحرمان، ففي صحيح ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صعد المنبر فقال: آمين.. آمين.. آمين..، قيل يارسول الله إنك صعدت المنبر فقلت آمين آمين آمين، فقال صلى عليه و سلم إن جبريل آتاني فقال من أدرك رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله فقل آمين، قال صلى عليه و سلم، فقلت آمين،

قال لقمان لإبنه : يابني لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة،

و قال بعض الحكماء: لاتكن من يرجو الآخرة بغير عمل و يؤخر التوبة لطول الأمل،

لما أحتضر عامر بن عبد الله بكى و قال: لمثل هذا المصرع فليعمل العاملون،

اللهم إني استغفرك من تقصيري و تفريطي و أتوب إليك من جميع ذنوبي.

فاجتهدوا بارك الله فيكم و اغتنموا الليل و النهار و اشتغلوا بكتاب الله في هذا الشهر المبارك قراءة و تدبرا و مدارسة، فعما قليل ينقضي الأجل، فاستعدوا رحمكم الله بالعمل، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) فاطر.

فاللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال و الإكرام آتنا في الدنيا حسنة و في اللآخرة حسنة و قنا عذاب النار.

* الحمد لله على إنعامه و و الشكر له على توفيقه و امتنانه و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين.
أما بعد:
فيا معاشر الصائمين المخبتين أبشروا و أمنوا خيرا،
فإن لتعلم القرآن و قرائته و العمل به فضائل عظيمة منها:
* أن أهل القرآن خير الناس لقول الخليل المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم:
"خيركم من تعلم القرآن وعلمه" متفق عليه
* و منها مضاعفة الأجر لقارئ القرآن، يقول صلى الله عليه وسلم: " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" رواه الترمذي .
* و منها إكرام الله لمن اجتمعوا على تدارس القرآن، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده" خرجه الإمام مسلم في الصحيح.

* و منها أن تعلم أو قراءة آيه من كتاب الله لا يعدلها شيء من أموال الدنيا و كنوزها: قال عقبة بن عامر رضي الله عنه " خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم فقلنا يا رسول الله كلنا نحب ذلك.

قال أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم أو فيقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل" خرجه الإمام مسلم.

و الكوماء هي الناقة العظيمة السنام.
* و منها أن قراءة القرآن نور و ذخر في الدنيا و الآخرة لقوله صلى الله عليه وسلم:" عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء" رواه ابن حبان.

* و منها أن القرآن يقود صاحبه إلى جنات النعيم لقوله صلى الله عليه و سلم: " القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار " رواه ابن حبان.

و قوله صلى الله عليه و سلم، ماحل أي ساع و قيل مجادل.
* و منها شفاعة القرآن لقارئه، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه"

و قال صلى الله عليه و سلم: " يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن يا رب حله فيلبس تاج الكرامة ثم يقول يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ثم يقول يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقال له اقرأ وارق ويزداد بكل آية حسنة " رواه الترمذي وحسنه ابن خزيمة والحاكم.

* و منها اصطفاء الله لأهل القرآن لقوله صلى الله عليه و سلم: " إن لله أهلين من الناس قالوا من هم يا رسول الله قال أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" خرجه الإمام النسائي وابن ماجه و قال المنذري اسناده صحيح.

-* و منها إكرام والدي صاحب القرآن، فعن بريدة رضي الله عنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ القرآن وتعلم وعمل به ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما الدنيا فيقولان بم كسينا هذا فيقال بأخذ ولدكما القرآن " رواه الحاكم و هو في صحيح الترغيب.

* و منها أن قارئ القرآن لا يكتب من الغافلين لقوله صلى الله عليه وسلم" من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين" رواه الحاكم.

* و منها إغاضة الشيطان و الفوز بالجنان لقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول يا ويلي أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار" رواه مسلم .

* و منها سلامة أهل البيت من الشيطان لقوله صلى الله عليه و سلم: " لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة " خرجه الإمام مسلم.
* و منها النجاة من عذاب القبر لقوله صلى الله عليه و سلم: " من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله بها من عذاب القبر" خرجه الإمام النسائي
.
هذه الأحاديث كلها في صحيح الترغيب للعلامة الألباني غفر الله له و أسكنه فسيح جناته.

و هذا رابط صوتي للخطبة

من هنـــا

http://www.sultanal3eed.com/aud_khetab_cat1.asp?cat_id=6

شهر القرآن الكريم W6w200507221351372349dfpw1

مشكور كتير عبودي للإفادة الكبيرة الي بتقدمها لنا

شكرا لك ندوشة الغالية
تسلمي

شهر القرآن الكريم 132

» أحاديث في القرآن الكريم
» فضائــل سور القرآن الكريم
» تدبر القرآن الكريم.
» أدعيــة من القرآن الكريم....
» من إعجاز القرآن الكريم....