عدد الرسائل : 167البلد : الجزائرعلم البلد : المزاج : تاريخ التسجيل : 27/11/2007نقاط : 12061السٌّمعَة : 0احترام قوانين المنتدى :
موضوع: جامعي لم يتحصل على البكالوريا الخميس يونيو 11, 2009 2:14 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كان لدي أخ يصغرني بسنتين كنت كلما دخلت غرفتي أجده يلعب ,عفواً يقلب في كتبي الجامعية أقرئه السلام واجلس معه لأطالع مادة من المواد في تخصصي كلما نظرت إليه يصعقني بابتسامة أسامحه على فعلته هذه وما ألبث دقائق أطالع كتبي حتى ينزل علي بسؤال من إحدى دفاتري لا اعرف للإجابة لها من سبيل فأخادعه وأقول له صعب عليك أن تفهم دع عنك الكتب التي أكثر منك ,فتنكسر نظراته إلي ويواصل القراءة والاطلاع وكأنه يحضر لامتحان ما وهو لا يدرس بالمرة فلقد سقط في امتحان الباكلوريا لعاميين متواصلين حتى ضاق منها ذرعا لكنه للمطالعة شغوف لا يعرف الكلل أو الملل ,لما حسبت عدد الساعات التي يحمل فيها دفاتري فتعجبت للأمر يذاكر بها أكثر مني وأنا صاحبها غائب عنها مع رفقتي أو في فنان الدار جالس أو بالقهوة أسامر حتى باتت دفاتري تحن إليه أكثر مني وترقُ في يديه وإذا تركت دفترا مرميا على الأرض أجده وضبه ووضعه مكانه وهذا ما كان يعجبني فيه حسن سلوكه مع الكتب وملازمته لها.......
في أحد المرات أحضرت رفاقي بالجامعة إلى البيت لنذاكر معاً فلم أدع أخي يجالسني بالغرفة هذه المرة طلبت منه الانصراف والمضي بعيدا بحجة أن الغرفة ضيقة ولا تتسع لنا جميعا فذهب منكسر البال حتى قال أحد رفقتي دعه فلن يضايقنا بشيء............
قلت لالا اتركوه يذهب فهو لم يتحصل على الباكلوريا ولن يفهم شيء من دراستنا,فخرج من غرفتي وكأنه يدبر لأمر ما .....
بعد فترت من الزمن فتح الباب فإذا بأخي يدخل علينا و بيده إبريقا من القهوة وقطع البسكويت فرح أصدقائي كثيرا وقالوا أخاك لابد أن يجالسنا فاحمر وجهي ولم انطق ببنت شفة وأكملنا المراجعة..............
ذات يوم وأنا مع رفاقي متوجهين إلى الجامعة فإذا بأخي يلازمنا فقلت له ألا تريد الجلوس بالغرفة كعادتك؟؟؟
قال لا, أريد الذهاب معكم
فقلت له أنت لن تذهب معنا لأننا لسنا ذاهبين للهو وإنما إلى الجامعة للدراسة.
فقال أعرف
ما إن جئت أمنعه حتى قال لي صديقي دعه يذهب معنا فلن تخسر شيء فهو ليس بصغير حتى يلاحظوا أو يفرقوا بيننا و بينه..
فانكسر كلامي أمام رفقتي فأحسست بالغيظ وتمالكت نفسي وقلت طيب لكن أن لا ينطق بحرف مادام معنا.....
فدخلنا إلى الجامعة ونحن في أحد القاعات نستمع للمحاضرة فطرح الأستاذ علينا سؤالا فعم الصمت على القاعة بالنسبة لي طأطأت راسي حتى لا ترمقني عين الأستاذ وأحرج......مرت دقائق والهدوء يخيم على المكان حتى قال الأستاذ أنت نعم تفضل تريد أن تشارك تكلم....
فنطق أحدهم أخيرا ...لكن الصوت ليس بغريب علي فرفعت راسي ببطء موجها نظرات للطالب الذي يتفنن في الإجابة على السؤال فإذا به أخي الصغير يجيب بكل وضوح وعزم وثقة وكل من في القاعة مندهش حتى سمعت أحدهم يهمس بصوت خافت ويقول هذا الطالب لم نره من قبل.... وعندما أتم الإجابة على السؤال قال له الأستاذ جواب كافي وشافي , قل يا بني هل أنت طالب جديد لم أرك معنا يوماً فاحمر وجه أخي وتلعثم في الكلام وحمل نفسه ثم انصرف بسرعة وترك الأستاذ في حيرة من أمره وهو يقول يا طالب يا طالب !!!!
ملئت الدموع عيناي من هذا المنظر ولمت نفسي ووبختها على ما بدر مني اتجاه أخي ووقفت بكل فخر وقلت أستاذ هذا الذي خرج أخي وهو لايدرس معنا وقد قلت له أن لايحضر معي لولا رفقتي .....
وحملت نفسي أنا أيضا وخرجت من القاعة متجها إلى المنزل لأواسي أخي وعاهدت نفسي ألا انظر إلى أخي أو أي أحد مهما بلغ مستواه الدراسي بنظرة احتقـــــــــــــــــــار.......