إن هذا النوع من السحب يظهر في أواخر فصل الربيع وتصل قمة ذروتها في دورة تستمر مابين 5 - 10 أيام .السحب
المتألقة ليلا او كما تعرف اختصارا باسم (NLCs) وتعرف أيضا باسم " بحارة سماء الصيف " و هي عبارة عن تجمع
من كريستالات ثلجية صغيرة جدا وهي تحلق على ارتفاع يفوق 80 كم من على سطح الأرض ما يعني على حافة الفضاء
بمعنى انها تقع على ارتفاع يفوق 99.999% بعد الغلاف الجوي والسماء على هذا الارتفاع تكون مظلمة وهذه
المنطقة هي مملكة الشهب والطاقة العالية للشفق والأقمار الاصطناعية المحطمة والسؤال هنا ماذا تعمل سحب في هذه
المنطقة البعيدة من الفضاء؟
عندما تسقط أشعة الشمس على هذه الكريستالات فإنها تشع كهرباء زرقاء . وهذه هي المعلومات التي يعرفها العلماء عنها
ولكنهم لايعلمون مالذي يساعد على تشكلها وهذا مايزال واحدا من الإلغاز التي لم يتم كشفها حتى الآن . ويمكن رصد هذه
السحب في كافة المناطق الواقعة في خطوط العرض الشمالية ، وكانت قد شوهدت للمرة الأولى في القرن التاسع عشر بعد
انفجار بركان " أناكراكاتاو " في أندونيسيا . وفي ذلك الوقت تم ربط هذه السحب بانفجار ذلك البركان الذي كان في
غاية العنف ولكن اتضح فيما بعد بأنه لا توجد أي علاقة بين الاثنين . وفي السنوات التي تلت ذلك أصبحت تظهر بشكل
مكثف وأصبحت تنتشر بشكل واسع . وكانت هذه السحب تشاهد في البدء في المناطق الواقعة فوق خط العرض 50 درجة
في سيبريا و إسكندنافيا واسكتلندا ، ولكن وفي السنوات الأخيرة أصبحت تشاهد في خطوط العرض المتوسطة
وكانت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أطلقت في ابريل 2007 مسبار يدعى " الهدف " من اجل دراسة الظاهرة وهو
يتحرك في مدار قطبي حول الأرض لدراسة حجم وشكل الجليد المكون لهذه السحب وهذه المهمة العلمية ماتزال في مراحلها
الأولى وان كانت هناك بعض الملاحظات لمحاولة فهم الظاهرة وهناك من يعتقد بأنها إشارات تنذر بتغير مناخي ولكن
الربط بين هذه السحب وظاهرة الاحتباس الحراري مازال مثار للجدل بين العلماء .
وسيظل التساؤل حول هذه السحب قائم واهم تلك التساؤلات لماذا ظهرت في القرن التاسع عشر ولماذا هي تنتشر وماذا
يفعل الجليد في الطبقات " المتخلخلة " من الغلاف الجوي للأرض وهذه المنطقة تعتبر جافة بمقدار مائة مليون مرة من
الهواء في الصحاري .