من كنت له ...

موضوع: من كنت له ... الإثنين أغسطس 25, 2008 3:05 am

يمكننا ان
نغير حياتنا باكملها وان نغير توجه الناس من حولنا ببساطة شديدة اذا غيرنا انفسنا

ومصداق هذه
المقولة قول الله تعالى : ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )

فما هو
التغيير ؟

هو الانتقال
من حالة الى اخرى نتيجة رؤية فرغبة فسلوك

والتغيير
حاصل في حياتنا في كل الاحوال سواء رغبنا ام أبينا .. بيد ان الذي نتحدث عنه هو
التغيير بالاختياروالذي
يؤدي الى صنع الانسان لمستقبل حياته

وفي
هذا الموضوع نجد آلاف القصص التي تبشر بالكثير من الانجازات والنجاحات اللاتي تلت هذا التغيير
الاختياري والذي
غالبا ما يضع المرء امام خيارين احدهما يقول له : تغير تبلغ هدفك
.. والآخر
يقول : ماذا لو لم اتغير ؟

منها
قصة لفتاة تبلغ الخامسة عشرة من عمرها كانت تحلم بأن تصبح كاتبة واديبة مرت
بالخيارين في حياتها وعاشتهما واختبرت الفرق بين ان تعمل وتجدف حتى تحقق ما تصبو
اليه وبين ان تستسلم وتضع فكرة التجديف جانبا يأسا و خيبة

وقصتها انها
و في يوم ما اعلنت عن هذه الرغبة و بكل جرأة امام معلمتها
وزميلاتها ففوجئت بسخرية واستهزاء شديدين ثم تبعه استخفاف بافكارها من قبل
عائلتها

بكت وحزنت
كثيرا ثم استجمعت قواها و خرجت بقرار ألا تخبر احدا عن احلامها وان تنطلق في
تنفيذها فكتبت قصيدة بعنوان الاحلام الضائعة وارسلتها لمجلة فنشرت وارسلوا لها
دولارين ففرحت وعدلت عن قرارها واطلعت معلمتها وزميلاتها فضحكوا وقالوا لها هو مجرد
حظ وصدفة

ثم مرت
الايام فكبرت وتزوجت وانجبت اربعة من الابناء كان اكبرهم في الرابعة
وكانت تسكن مزرعة وتخلت تماما عن هدفها ..

وفيما كانت
تتجاذب اطراف الحديث مع صديقة جديدة أتت على ذكر الكتابة فقالت لها هذه الصديقة ان
الكتابة والادب
ليسا بالامر الصعب ولا المستحيل وانها ممكنة ومتاحة لمن يريدها

اعادت
لها هذه الكلمات الذكريات المريرة وفي نفس الوقت اشعلت بداخلها الحماس
فعزمت على التغير وعلى ان تجعل من يومها وقتا لتحقيق هدفها

فكانت بعد
تنتهي من اطعام اولادها وتنظيف البيت والاعتناء بالمزرعة التي تسكنها مع زوجها كانت تعمد الى آلتها الكاتبة القديمة وتسارر
الورق بما تشعر به

و كانت
النتيجة انه بعد مرور تسعة اشهر اخرجت
الى النور كتابا بعنوان ( الرياح الباكية ) وارسلته الى
احدى دور النشر ثم لم الا شهر
واحد حتى استلمت
منهم مبلغا من المال وعقد وطلب بالكتابة من جديد

كان نجاحا
سريعا ولكنه يحتاج الى نجاح آخر يدعمه والا صدق فيها قول معلمتها وصديقاتها القدامى
انه مجرد صدفة وضربة حظ

فكتبت عملا
آخر ثم آخر وهكذا توالت اعمالها الادبية وتأليفها
للقصص واشتهرت حتى اصبحت تذهب في رحلات حول العالم للترويج لكتبها
وتظهر في البرامج التلفزيونية وتسأل عن سر نجاحها فكانت دائما تقول دائما الكلمات
التشجيعية الحاثة على التغيير للافضل
.. كيف لا وقد عرفت معنى الاستسلام ومعنى التغير لنيل النجاح

ومن مثل هذه
القصة يخرج المرء بطاقة وحماس على التغيير وعلى الرغبة في الانجاز والعطاء فالتغيير
ينبع من الداخل ثم يظهر اثره في الخارج

وكذلك يخرج
بنتيجة أن اي تغيير يحتاج الى جهد والى عمل واصرار والى هدف تتعلق به العيون
وتهفو اليه القلوب فبدون هدف تضيع الخطى وتتعثر الاقدام وتتزلزل المفاهيم
فسنة الله في الكون ان يُمحص ويُختبر صاحب كل طريق في طريقه ليُرى هل
كان صادقا ثابتا على اختياره ام لا

وهذا التمحيص
او الاختبار يكون بالعوائق تارة وبالمغريات تارة وبقدر الثبات من عدمه تحصد النتائج
وتعطى المكافآت وايضا بقدر الثبات من عدمه نتغير فإما نتغير للأفضل او نتغير
للاسوأ

فبكل اغراء
ننجرف وبكل ثبات على الطريق نعلو ونسمو

ولكن كل هذا
ان كان الهدف ساميا والسعي مشكورا والنية صادقة خالصة لله ورسوله اما ان
داخلتها وخالطتها بعض شوائب الدنيا فاعلم انه تعالى قد تركها وما خلطت فهو سبحانه
اغنى الاغنياء ولا يقبل من العمل الا ما كان خالصا

فالتغيير
إذن يصبح ساميا نبيلا وصاحبه مثابا عليه ان كان هدفه كذلك والعكس صحيح

لأن من
كان العلا شغله ومرضاة الله ورفعة الأمة همه نال مدد الاعانة
و حظي
بالتأييد وحصد من النتائج ما لم يبلغه امله ولم تصل اليه خواطره يوما
و كان له مع كل عثرة
وكل حجر يسد طريقه يداً من الله تنتشله و
اخوانا يواسون ويلبون

واذا هو اثر
كل سواد وعتمة تمران عليه قد اشتد واستقوى وزاد ثباتا ورسوخا وفي الوقت
نفسه خفة ووثبة تدنيه من الهدف

ذلك فضلا عن
الأنس الذي يملأ جنبات نفسه غبطة ورضا لدنوه من ربه
ونيله مرضاته

فيا لنجح
اصحاب الاختيار السديد والهدف السامي المرضي لله
عزوجل مهما كان هذا الهدف وفي أي
أروقة طرق
الحياة وُجد

فإليه نزف
البشرى اثبت واصدق يصدقك ربك ويسدد ثغرات سعيك فمن كنت له لابد وان يكون لك

هنيدة احمد
سالم شفي

مدربة في
التنمية البشرية