لم يعد هناك أثر للمسلحين الذين كانوا يراقبون طريق الكورنيش في بيروت أيام الحرب الأهلية وبدلا منهم ستجد رجالا يلعبون كرة مضرب الشاطيء أو نساء في كامل زينتهن يركضن وقد اصطحبن معهن كلابهن الأليفة.
وهناك نادي يخوت السان الجورج على الكورنيش وفي قلب بيروت الذي افتتح خلال ثلاثينيات القرن الماضي.
ولم يتبق سوى معالم بسيطة من المبنى الرئيسي بعد انفجار قنبلة دمرت هيكله الداخلي وقتلت رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، لكن اللبنانيين يتمتعون بالصمود والتصميم وظل النادي مفتوحا.
وبإمكان الزوار أن يسترخوا قرب المسبح الخارجي الضخم وهم يتابعون بشغف اليخوت الفاخرة أثناء احتساء (المزة) وهي جعة خفيفة محلية الصنع.
وفي الليل يأخذك التجوال في شرق بيروت عبر الخط الأخضر الذي كان يفصل بين الميليشيات التي يغلب عليها المسلمون في غرب بيروت والمقاتلين المسيحيين في شرقها.
سيطالعك عندها فندق لو جراي الفاخر ومتجر فيرجن ميجاستور كأبرز المعالم على تطور المدينة السريع في السنوات الأخيرة.
في حي جميزة بشرق بيروت يوجد ممر طويل من الحانات والمطاعم والنوادي الليلية التي تظل مفتوحة بغض النظر عما يحدث في البلاد.
وهنا في هذه المنطقة حافظت بيروت على المباني القديمة الجميلة ذات الطراز الفرنسي رغم أن بعضها ما زال يحمل آثار الرصاص.
إذا كنت تريد تناول إفطارك في الطريق فلتتوقف عند أحد محال بيع العجائن (المناقيش) وتناول واحدة بالزعتر والجبن.
أما إن كنت تريد تشكيلة من المقبلات اللبنانية المتنوعة فاحجز طاولتك في سطح مطعم عبد الوهاب بحي الأشرفية الفاخر حيث ستسمع حوارات تدور كلها باللغة الفرنسية حتى بعد عقود من انتهاء الاستعمار.
وكما لا تفوت فرصة تذوق طعام الجالية الأرمينية التي يبلغ عدد أفرادها نحو مئة ألف والذين هربوا إلى لبنان من هجمات الدولة العثمانية في عام 1915، وتعج منطقة برج حمود بالمحال التي تبيع الطعام الأرميني.
هذه بيروت حتى فى احلك الظروف تكون الحياة فيها نابضة ، حقيقة انهم شعب حى وغنى فى دولة فقيره