أداء الأمانة

موضوع: أداء الأمانة الخميس أبريل 10, 2008 6:19 pm

أداء الأمانة من صفة الصادقـــين

فى جلسة من جلسات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فيها على بن أبى طالب رضى الله عنه وبعض الناس، وفد إليهم رجل من العالية فقال "يا رسول الله أخبرنى أشد شيء فى هذا الدين وألينه" وهو يقصد الدين الاسلامى فقال النبى عليه الصلاة والسلام "ألينه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأشدّه يا أخا العالية: الأمانة إنه لا دين لمن لا أمانة له، ولا صلاة له، ولا زكاة له" فما هى الأمانة؟

الأمانة ضد الخيانة، وفى الحديث "الأمانة غنى" أى سبب الغنى، ومعناه أن الانسان إذا عرف بها كثر معاملوه فصار ذلك سببا لغناه. قال ابن سيده "ما أحسن أمَنَتَكَ وإِمْنَكَ أى دينك وخلقك. قال أحد الحكماء "الأمانة هى أن تؤدى حقوق الرؤوف الأعلى، ولا تفش سر من أودع إليك شيئا من شؤونه، وألا تنقض عهد من عاهدته، وألا تختلس ما ليس لك فيه حق، ولا تغش امرئا فى معاملتك، وأن تحافظ على من جعل تحت رعايتك".

فكيف أتعرّف على الأمانة بأكثر وضوح لدى من أريد اختباره؟ قيل "فتّش على الأمانة فى عينى الرجل، وعلى الضعف حول فمه، وعلى القوة فى ذقنه، وعلى الطباع فى يديه، وعلى النظافة فى أظافره". ومن أوامر سيد المرسلين وخاتمهم "أدّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك" رواه أحمد عن سمرة.

فالأمر يعمّ جميع الأمانات الواجبة على الانسان من حقوق الله على عباده من الصلاة والزكاة والصيام والكفارات والنذور وغيرها مما هو مؤتمن عليه لا يطلع عليه به من غير اطلاع بينة على ذلك فأمر الله بأدائها فمن لم يفعل ذلك فى الدنيا أخذ منه ذلك يوم القيامة كما ثبت فى الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لتؤدون الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء تنطحها" رواه أحمد والبخارى ومسلم والترمذى عن أبى هريرة. فالجلجاء لها قرن والقصاص ليس من قصاص التكليف بل من قصاص مقابلة.

وقد تكررت الآية القرآنية "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون" فى سورتى "المؤمنون آية8" و"المعارج آية 32" وفى الآية التالية "إن الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها" ومما قيل من حقائق واقعية "لا تستقيم أمانة رجل حتى يستقيم لسانه، ولا يستقيم لسانه حتى يستقيم قلبه" وعلى هذا الأساس يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "المجالس بالأمانة وإنما يتجالس الرجلان بأمانة الله عز وجل فإذا تفرّقا فليستر كل منهما حديث صاحبه".

الانسان يحمل الأمانة: قال الله تعالى "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا" "الأحزاب آية 72" روى عن ابن عباس وسعيد بن جبير أنهما قالا: "الأمانة ههنا الفرائض التى افترضها الله تعالى على عباده، وقال ابن عمر "عرضت على آدم الطاعة والمعصية، وعرّف ثواب الطاعة وعقاب المعصية، قال: والذى عندى فيه أن الأمانة ههنا النية التى يعتقدها الانسان فيما يظهره باللسان من الايمان ويؤديه من جميع الفرائض فى الظاهر، لأن الله عز وجل ائتمنه عليها ولم يظهر عليها أحدا من خلقه، فمن أضمر من التوحيد والتصديق مثل ما أظهره فقد أدى الأمانة، ومن أضمر التكذيب وهو مصدق باللسان فى الظاهر فقد حمل الأمانة ولم يؤدها وكل من خان فيما اؤتمن عليه فهو حامل، والانسان فى قوله "وحملها الانسان" هو الكافر الشاك الذى لا يصدق، وهو الظلوم الجهول يدلّك على ذلك قوله تعالى "ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما" "الأحزاب آية 73".

قال ثعلب "المؤمن بالقلب والمسلم باللسان" وفى حديث أنس "المؤمن من أمنه الناس والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السوء والذى نفسى بيده لا يدخل رجل الجنة لا يأمن جاره بوائقه". وهناك أحاديث نبوية كثيرة فى الموضوع.

وأخيرا قال الله تعالى "فمن آمن وأصلح، فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون" "الأنعام آية 48" واحذروا "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون" "الأنفال آية 27" "فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذى أؤتمن أمانته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم" "البقرة آية 283".

أثقل امانة هي نحن فربنا يعيننا على ان نرعى الامانة هذه و ربنا يقدرنا و نصون الامانة حق رعايتها سواء كانت امانة لربنا و رسوله الاكرم او امانة لاي احد في دنيانا
مشكور عبودي الغالي و أثابك الله يا غالي

ألف شكر لمرورك ندوشة الغالية دوما منورة
أداء الأمانة Rose